سوداني نت:
منذ ان تسربت النسخة الاولى للوثيقة الدستورية قبل إعلانها و تعديلاتها السفاحية و الشرعية أيقنا تماما ماذا تريد ان تفعل الحكومة المقبلة …
اذ جعلت سلطة التشريع و التنفيذ بيديها و اعطت نفسها الوصاية الكاملة على الشعب السوداني و أفرغت مجلس السيادة من اية سلطة تعترض او ترفض سن القوانين أو تبتدرها …
و المعلوم ان هدم الدولة أو مجتمع لا يتعدى ان يكون في ثلاث معاول رئيسة وهي القانون و الاعلام و التربية وما عداها يأتي تبعا لها …
و العدل بجميع وسائله ( التشريع و التنفيذ و التقويم و التقييم ) اصبح حصرا ملك السلطة الانتقالية و حتى من يعترض عليه فيما يسمى حاضنتها السياسية فمصيره الأبعاد و التشهير …
فانصب هم الانتقالية في تعديل و سن قانون المراة و الطفل و كأن الطفل و أمه قاما بثورة ديسمبر كاملةً من اجل الظلم الذي حاق بهما في عهد الإنقاذ و ما قبله …
يقول الشاعر حافظ ابراهيم في قصيدته ( العلم و الاخلاق ) : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
إلا أن حكومتنا الانتقالية لا يعنيها إعداد الشعب بقدر ما تعنيها الأهداف التي من اجلها وضعت الوثيقة الدستورية فرأت تحرير المرأة بالكامل هو الإعداد الأمثل و الذي يحقق المقاصد …
و بقوانين سيداو أو بغيرها تحررت المراة و اصبحت سيدت نفسها في الحل و الحرم و انتفت قوامة الرجال على النساء في عقود الزوجية و الأبوية فلا طاعة لمخلوق مطلقا ولو في رضا الخالق …
و تحرير المرأة ليس كما يقصد الدين الذي جعلهن حرائر و شقائقا للرجال و إنما تحريرها عند العرف الجديد ان تصبح بلا عقد و إن تزوجت و بلا أب يحميها من ضباع الجنس المسعورة وهذه القوانين الجديدة تشجع التمرد التام على السياج الأسري و الحضانة الرحمية و لا تنظر للبيت على أساس التعاقد التشاركي العادل و إنما تنظر له على أساس المساواة دون معايير لها …
و بعد ان حررت المراة من أبيها و زوجها درجت حكومتنا الى تحرير الطفل و فصلته عن أبويه حتى لا ( يؤسلمانه ) فوافقت على القوانين الأفريقية التي تشجع الطفل على التمرد على الأبوين ليكيلهما سبابا و شتما وهما صاغران صاغيان لا يستطيعا ان يقولا له كف …
ثم بعد ذلك تفسح حكومتنا المجال للسيد القراي ليعبث في المناهج التربوية و يعطل الدراسة و يتم تصفير المعلومات الدراسية داخل العقل الطلابي لتتم تهيئته للمنهج الجمهوري الجديد …
و لكي تتم الحبكة الإعلامية مع التربوية تقوم الوزارة بربط الطالب مع قنوات إعلامها بحجة التعليم بواسطة الاعلام فتبث ما تريد بثه من مواد تنساق مع منهج القراي الجديد و تودي غرض الهدم الأسري و تعبئة العقل الصغير بمفاهيم الحرية التي تتعدى الاخلاق و الحدود …
ان التغيير الذي اجرته و تجريه قوى الحرية و التغيير للمجتمع و الدولة السودانية عبر سن و تعديل القوانين و عبر الوسيلة التربوية و عبر الميديا و الاعلام ليس تغييرا سلبيا و حسب و إنما سيكون كارثيا خلال سنة واحدة من الان خاصة بعد الفراغ الذي عاشه الطلاب فترة السنة المجمدة و على العقلاء تدارك الامر و اجلاء رعايا الفساد الاخلاقي من البلاد …