مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: بالعزائم فقط يا بشير

سوداني نت:

عندما اكتسحت الجبهة الاسلامية القومية منتصف الثمانينات الدوائر الجغرافية و دوائر الخرجين في اخر انتخابات الديمقراطية الثالثة إنما اكتسحتها بالعزائم و التبني الواضح لقضايا الدين و بسطها في المجتمع و الدولة …

و في مطلع التسعينات عندما سحق الاسلاميون اعداءهم في النيل الأزرق و في جنوب السودان و حشروهم في دولة مجاورة سخرت لهم عدتها و عتادها و حرروا جميع الأحراش و الغابات من المتمردين إنما فعلوا ذلك بالعزائم و تنبي قضايا الدين في الدولة و المجتمع …

و استطاعت الإنقاذ في عهدها الاول تجييش الشعب السوداني في ثورة مكتملة الأركان فسخرته في الخدمات وفي الاقتصاد و التعمير  و في التعليم و البناء المجتمعي فمضت خطتها بأفضل ما كان و لمس ذلك الشعب السوداني متمثلا في بناء الجسور و سفلتة الطرق و تخطيط المدن و جودة الإعمار و استخراج البترول  و استقرار سعر الصرف برغم زيادة التنمية و اسمرار الحرب في الجنوب و لمسه ايضا في ثورة التعليم العام و الجامعي و العالي و ما استطاعت الإنقاذ فعل ذلك إلا بالعزائم و حسم الأمور …

و عندما حلت كارثة مفاصلة الإسلاميين صبر الاسلاميون على وطأتها حيث كانت اشد ايلاما عليهم في ثلاثة قواصم  : القاصمة الاولى كارثتها على مشروعهم الذي شاهدوه يتحقق أمام اعينهم حقا و حقيقةو شاهدوا هذه القاصمة وهي تنزل على مشروعهم كالصاعقة تسحق وجوده و تقضي على امله و الثانية هي قاصمة الاستقطاب السالب الذي اتبعته الإنقاذ في نسختها الثانية اذ استقطبت الشيوعيين و البعثيين و جميع النفعيين بأثمان غالية جدا على الشعب لا من اجل الوطن و استقراره و لكن كان ذلك من اجل شراء الذمم و تقليل الأعداء التقليديين و كسر وحدتهم و كسب الزمن وكانت النتيجة فساد عريض لأعين الناس كافة و القاصمة الثالثة هي الأشد وطئا إذ زجت الإنقاذ بالإسلاميين في السجون و طاردت وجودهم ففصلت أعدادا كبيرة منهم من الجيش و من الامن و الشرطة و الخدمة المدنية و لكنهم قابلوا كل ذلك بعزائم الصبر و تواصي الحق …

و عندما هبت ثورة ديسمبر هب الاسلاميون لها دون مشورة للقيادة و دون الرجوع لأي موسسة فاخرجوا مساجينهم لدى الإنقاذ و دفنوا شهداء ثورتهم  في جميع اركان السودان دون منٍ و دون رياء و دون سمعة و دون أي اذىً و لكن الذين اختطفوا الثورة قابلوهم بالإقصاء و التبكيت و السجون فصبروا عليهم ايضا كصبرهم على الإنقاذ و ما كان صبرهم إلا بعزائم الصبر حتى لا تتفتت البلاد أرضا و مجتمعا …

و عزائم الصبر في البناء ومعالجة الأعداء كلها ترتكز على تثبيت قاعدة الدين الاسلامي على أرض و نفوس الشعب السوداني المسلم بالطبيعة فان انهار هذا المرتكز فلا عزائم إلا تلك التي ترتكز على جدار الجهاد وفواصل الحق و الباطل …

و الاسلاميون هم حماة الدين بإذن ربهم و من بعد ذلك فإن الله يحميه بهم و كذب من قال ( للدين رب يحميه ، دون اختبار و جهاد ) فان قالها بشير ادم رحمة فليراجع نفسه و ليتب لله أو ليذهب من بين اهل العزائم و حماة الدين و الوطن و السلام …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!