سوداني نت:
عندما اكتسحت الجبهة الاسلامية القومية منتصف الثمانينات الدوائر الجغرافية و دوائر الخرجين في اخر انتخابات الديمقراطية الثالثة إنما اكتسحتها بالعزائم و التبني الواضح لقضايا الدين و بسطها في المجتمع و الدولة …
و في مطلع التسعينات عندما سحق الاسلاميون اعداءهم في النيل الأزرق و في جنوب السودان و حشروهم في دولة مجاورة سخرت لهم عدتها و عتادها و حرروا جميع الأحراش و الغابات من المتمردين إنما فعلوا ذلك بالعزائم و تنبي قضايا الدين في الدولة و المجتمع …
و استطاعت الإنقاذ في عهدها الاول تجييش الشعب السوداني في ثورة مكتملة الأركان فسخرته في الخدمات وفي الاقتصاد و التعمير و في التعليم و البناء المجتمعي فمضت خطتها بأفضل ما كان و لمس ذلك الشعب السوداني متمثلا في بناء الجسور و سفلتة الطرق و تخطيط المدن و جودة الإعمار و استخراج البترول و استقرار سعر الصرف برغم زيادة التنمية و اسمرار الحرب في الجنوب و لمسه ايضا في ثورة التعليم العام و الجامعي و العالي و ما استطاعت الإنقاذ فعل ذلك إلا بالعزائم و حسم الأمور …
و عندما حلت كارثة مفاصلة الإسلاميين صبر الاسلاميون على وطأتها حيث كانت اشد ايلاما عليهم في ثلاثة قواصم : القاصمة الاولى كارثتها على مشروعهم الذي شاهدوه يتحقق أمام اعينهم حقا و حقيقةو شاهدوا هذه القاصمة وهي تنزل على مشروعهم كالصاعقة تسحق وجوده و تقضي على امله و الثانية هي قاصمة الاستقطاب السالب الذي اتبعته الإنقاذ في نسختها الثانية اذ استقطبت الشيوعيين و البعثيين و جميع النفعيين بأثمان غالية جدا على الشعب لا من اجل الوطن و استقراره و لكن كان ذلك من اجل شراء الذمم و تقليل الأعداء التقليديين و كسر وحدتهم و كسب الزمن وكانت النتيجة فساد عريض لأعين الناس كافة و القاصمة الثالثة هي الأشد وطئا إذ زجت الإنقاذ بالإسلاميين في السجون و طاردت وجودهم ففصلت أعدادا كبيرة منهم من الجيش و من الامن و الشرطة و الخدمة المدنية و لكنهم قابلوا كل ذلك بعزائم الصبر و تواصي الحق …
و عندما هبت ثورة ديسمبر هب الاسلاميون لها دون مشورة للقيادة و دون الرجوع لأي موسسة فاخرجوا مساجينهم لدى الإنقاذ و دفنوا شهداء ثورتهم في جميع اركان السودان دون منٍ و دون رياء و دون سمعة و دون أي اذىً و لكن الذين اختطفوا الثورة قابلوهم بالإقصاء و التبكيت و السجون فصبروا عليهم ايضا كصبرهم على الإنقاذ و ما كان صبرهم إلا بعزائم الصبر حتى لا تتفتت البلاد أرضا و مجتمعا …
و عزائم الصبر في البناء ومعالجة الأعداء كلها ترتكز على تثبيت قاعدة الدين الاسلامي على أرض و نفوس الشعب السوداني المسلم بالطبيعة فان انهار هذا المرتكز فلا عزائم إلا تلك التي ترتكز على جدار الجهاد وفواصل الحق و الباطل …
و الاسلاميون هم حماة الدين بإذن ربهم و من بعد ذلك فإن الله يحميه بهم و كذب من قال ( للدين رب يحميه ، دون اختبار و جهاد ) فان قالها بشير ادم رحمة فليراجع نفسه و ليتب لله أو ليذهب من بين اهل العزائم و حماة الدين و الوطن و السلام …