مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: بلا استقلال بلا وهم بلا ثورات بلا خم -1

سوداني نت:

بعد تلك المشاهد و المواقف عبر تاريخ الشعوب عامة و تاريخ شعبنا السوداني خاصة أيقنت حق اليقين أننا ما زلنا مخدوعين في حقيقة استقلالنا و اتجاهات ثوراتنا …

فلا معنى الاستقلال تحقق بعد الجلاء و لا الثورات الشعبية على الأنظمة الوطنية المتحكمة بأمر المستعمر الحديث أنتجت ولو جزءا من أهدافها …

ونحن كغيرنا من الشعوب التي خضعت للاستعمار الأجنبي ما زلنا نعاني سيطرة المستعمر حتى الان و انه يتحكم في قرارنا الوطني و يوجه سياستنا و يمتلك ناصية تفكيرنا و يمتلك حتى عواطفنا و يجب ان نعترف بأن تلك هي حقائق و ليست ادعاءات …

و كل ثوراتنا التي مهرناها بدماء ابنائنا أدت أغراضها تماما في خدمة المستعمر كأنه هو الذي كان يخطط لها و يدير حبالها و لم نجن منها إلا مزيدا من صراعاتنا الداخلية و من له رأي خلاف ذلك فليراجع تاريخ ثوراتنا الشعبية و ما أنتجته …

لن ابسط تلك الوقائع لضيق المقام و لكنني الفت نظر القارئ الى الواقع بعد كل تلك المجاهدات من شعبنا المكلوم إذ أنه فجر عديدا من الثورات قبل و بعد ما يسمى بالاستقلال و كانت النتيجة مزيدا من التراجع الفكري و البنيوي و مزيدا من الجهل و التجهيل و مزيدا من الحروب و سفك الدماء …

و اكبر فرية صدقتها الشعوب المستضعفة بما فيها شعبنا هي فرية الاستقلال التي بموجبها سلم المستعمر راية الحكم لوكلاء عنه على مستعمراته السابقة و أمسك بمقاليد اللعبة السياسية في الحكم و الاقتصاد و بل المجتمع أيضا …

فالإمبراطوريات القديمة هي مازالت صاحبة السلطة حتى الان و هي التي تصنع سياسات الدول و الشعوب وهي التي تصنع الثورات و تختطفها ان لم تكن صانعتها و القوى الدولية الحديثة كلها تبني سياساتها على استغلال الدول الضعيفة و ليس هنالك استقلال بالمعنى الذي يحرر القرار ولو بصورة نسبية خاصة بعد مجيئ القطب الواحد و تحكم اليهود في الاقتصاد العالمي …

و الحكومات الممانعة لتلك السياسة ستجد نفسها هي ذاتها اداةً من أدوات الاستغلال الحديث و خير مثال لذلك نظام الإنقاذ في بلادنا و البعث في العراق و نظام القذافي في ليبيا و غيرها من الأنظمة التي خدمت الهيمنة الدولية من حيث تدري و لا تدري …

وحتى الدول التي شهدت استقرارا لم تكن مستقلة بذاتها إذ انها تدور في فلك الغرب تسوقها قوته طوع ارادتها بل و تشتري ثبات عروشها بجزية البترول و دفع فواتير الحروب المفتعلة و بالاستجابة الى شروط الطاعة و الولاء و ليس هنالك استقلال البتة خاصة في العالم العربي و الأفريقي …

و كلما احتفلنا باعياد الاستقلال ضحك علينا  المستعمر بمزيد من الاستغلال و كلما أقمنا ثورة جاء و قطف ثمارها هو وحده و كلما نصبنا حاكما كان كما الثورات المسرورقة حتى أصبحت مناسبة الاستقلال وهما و أصبحت الثورات خما و سواقة فلا تصدقوا أنكم احرار أيها المستغلون و لا تصدقوا أنكم ثوار أيها المخومون و أما الحل ففيما يأتي .

ونواصل

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!