مقالات
تريند

ذوالنورين نصرالدين المحامي يكتب: ماوراء خطاب البرهان

سوداني نت:

🕳️ إن خطاب رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة كان مفاجئا للمراقبين وللشعب السوداني وجاء خطابه حمالة لعدة أوجه ويحمل في طياته الكثير من التكهنات ويفتح الباب لمزيد من التحليل والنتائج الغير متوقعه فإما أنه خطاب تكتيكي يرمي لهدف استراتيجي مقصود في ذاته أوانه رسالة للعالم المتسلط والمتجبر بأن الأحزاب والقوي السياسية في السودان لاتساوي شئ من دون الجيش وهو أيضا إمتحان للديمقراطية المزعومه للأحزاب
وجاء خطابه علي شاكلة (رمتني بدائها وأنسلت)
وظل البرهان يؤكد مرارا في خطاباته الرسمية بأنه لن يسلم السلطة الا لإجماع وطني بين كافة القوى السياسية أو من خلال انتخابات حره ونزيهه ولكن الخيار الأخير كان هو الأقرب للتوقع فأما الإجماع الوطني فهو من رابعة الأثافي ومن ضروب المستحيلات وذلك للإختلاف المتجزر بين بعض القوى السياسية فيما بينهم والجيش يعلم ذلك جيدا فالخيار (الأقرب) للواقع هو اعلان انتخابات مبكره ينهي هذا التخبط السياسي ويعيد الوطن لمساره الديمقراطي الحقيقي لا المبتذل
أطلق البرهان عدد من البالونات وبألوان مختلفه في الهواء السياسي وترك الأحزاب يتصارعون في إغتنامها
وإن من أبرز مدلولات البرهان هو عودة الجيش مره اخري وفي القريب العاجل لإدارة الفترة الانتقالية والبرهان على قناعة تامه بعدم وصول الأحزاب والمكونات السياسية إلى إتفاق وتراضي وطني لإدارة الفترة الانتقالية
إن قرارات البرهان قصد منه تحسين الصورة الذهنية للقوات المسلحة وإعادة الهيبة للقوات النظامية بعد حملة (قحت) المفتعله ضدها وتأليب الرأي ضد حيادها وقوميتها ولاخراجها من المشهد السياسي ولخلق الاضطراب والفوضى في البلاد ولكن الجيش كان أكثر حكمة وحلما وتقديرا من أدعياء الديمقراطية
ولايختلف اثنان أن الجيش هو الضامن والحارس للعملية السياسية في أي فترة انتقالية وفقا للمسار الدستوري حتى تسليمه لسلطة شرعية منتخبه
وقد قدرت القوات المسلحة أن تنأي بعيدا عن التدخل في العملية السياسية دون طلب من القوى السياسية والوطنية الا من (قحت) المجلس المركزي وقدرت القوات المسلحة الإبتعاد عن الصراع السياسي وأجواء التوتر المصطنع لجر البلاد إلى مالايحمد عقباه
وقد كان لخطابه عدة مؤشرات ومدلولات اولا تمزيق الوثيقة الدستورية وقفل الطريق أمام سعي قحت لإحتكار السلطه
وقد رمي البرهان الكره في ملعب الأحزاب والقوى السياسية في امتحان عسير ستكون قاصمة الظهر لكثير من الأحزاب وان الجيش سيكون على مسافه واحده من كل القوى السياسية
ولايخلو خطاب البرهان كثيرا من الدهاء الذكاء لأنه جاء بعد دراسة عميقة لابعاده ونتائجه الغير متوقعه من قبل الأحزاب (الكرتونية) لمخرجات القرار
اما من حيث مسار العملية السياسية للفترة الانتقاليه فهي لاتخلو من مخاطر قد تعصف بالبلاد وتهدد وحدته وجره إلى (السورنه والصومله) فمن هي الجهه التي لها القدح المعلي في الإشراف على الفترة الانتقالية من حيث رعاية الحوار وتوزيع رقاع الدعوه ومن يحدد اجنده الحوار ومن يديره ويتابع مخرجاته ومن له حق تشكيل الحكومة الجديده من (التكنقراط) وماهو معايير إختيار الكفاءات ومن هو الممثل الشرعي للحكومة الإنتقالية ومن سيضع برنامج الحكومة ومن له علو الكعب على الآخر وماهو حدود وصلاحيات الجيش للتدخل في حفظ الأمن وسيادة البلاد إذا انحرفت القوى السياسية عن مهامها
وماهو مصير حوار الآليه الثلاثية ومصير (فولكر) الغير مرغوب فيه من الشعب
كل تلك التساؤلات لاتجد الإجابه المرجعية وتدخل البلاد في عدة سيناريوهات غير متوقعه
الا أن خلاصة خطاب البرهان يرمي إلى حرق ظهر الأحزاب المستنده على أجندة خارجية وإبراز دور الأحزاب الوطنية المخلصة وتمايز الصفوف حفظ الله البلاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!