على كلمقالات

الشعب يريد!!

محمد عبدالقادر

سوداني نت

اتمني ان لا تتحول الساحة الي سجال ومزايدات بين الحكومة والمعارضة حول ولاء الشعب السوداني في هذا الظرف الوطني الدقيق.
الازمة الحالية تقتضي الاصطفاف في محراب الوطن من قبل الجميع بعيدا عن (فش الغبينة وخراب المدينة) فالسودان للجميع ، ربما لايجد المتشاكسون حول الحكم اليوم بلافتاتهم المختلفة وطنا ليحكموه غدا، فكل شئ في بلادنا قابل للكسر .

القضية اكبر من شراء الوقت وتدوير لعبة الكراسي ونصب مارثون التسابق نحو تنفيذ الاجندة السياسية بقانون مع اوضد علي طريقة (هلال مريخ)..

علي الحكومة التي مازال الشعب السوداني يمنحها الفرصة تلو الاخري اتخاذ تدابير عاجلة للتعامل مع الضائقة الاقتصادية وانهاء معاناة المواطن بجراحات عميقة لا حلول ووعود فطيرة ومهما كلف الامر.

التعويل علي صمت الناس لن يجدي في ظل الظروف التي يواجهونها ومع اشتداد وطاة الازمات المتناسلة ، لابد من توفير الحياة الكريمة للمواطن باجراءات عاجلة وحقيقية وقرارات شجاعة تنهي صفوف الوقود وتوقف تدهور العملة الوطنية وتوفر السيولة والخبز والدواء وتجعل من معاناة الناس ماض للاعتبار ، هذا مايريده الشعب الي جانب الحرية والعدالة والحكم الرشيد وتحقيق الحل السياسي وانهاء الفساد الذي اعترفت به الدولة،
توفير مقومات العيش وسياسة الناس بالحسني افضل من الرهان علي رفع استعداد القوات الامنية.

امتناع المواطنين عن الخروج الي الشارع حتي الان له مغزي ينبغي ان يفهمه الحاكمون ويلتقطونه بالسرعة المطلوبة فالوقت يمضي ومعاناة الناس في ازدياد دون وجود بوادر حلول للازمات
الحكومة مطالبة بانهاء اسباب التظاهر لا التعويل علي فشل دعوات المعارضة للخروج الي الشارع.

الحقيقة مثل ما تبدو لي ان الشعب السوداني – صمت اوخرج- تجاوز الحاكمين والمعارضين في نظرته وتقييمه للاشياء وبات يعرف مصلحته جيدا ولا يحتاج الي وصاية من احد يعرف جيدا من يحاول ان يتخذه سلما لتحقيق اجندة سياسية او مكاسب ايدلوجية ، هو كذلك مغلوب علي امره ، يعاني فداحة الظروف جراء الضائقة الاقتصادية يفتح عينا علي الازمات الخانقة واخري باتجاه مالات الخروج الي الشارع فيكتفي بالصمت والصبر وانتظار الفرج من رب كريم.

علي المعارضة كذلك ادارة الازمة بطريقة لا تعمق معاناة الناس، او تقود الوطن الي طريق مجهول، معاقبة المواطن عبر تصفية الحساب مع الحكومة لن يكون فعلا رشيدا في هذه الظروف،
المواطن يعلم كذلك ان جل المعارضين يفاوضون الحكومة سرا وعلانية للمشاركة في الحكم ، وانهم ليسوا علي قلب رجل واحد في التعامل مع المؤتمر الوطني وخيارات التغيير، في ظل هذه التقاطعات غالبا ما تضيع الحقائق وتكثر اللافتات التي بات المواطن اكثر قدرة علي فحصها جيدا وتنتصب العديد من الاسئلة، واولها ماذا يريد الشعب بعد ان فقد الثقة في الجميع الا من رحم ربي، اللهم لطفك بللادنا واهلنا وفرجك القريب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!