آخر الليـلمقالات

نصفه كذب!!

والأستاذ عثمان ميرغني نهار الخميس يصنع سوداناً جديداً تماماً… وفي حديثه.. الصادق المهدي يصنع من الطين كهيئة حكومة… والترابي ينفخ فيها فتكون حكومة.
.. وعثمان ميرغني يجعل البشير يعلن حظراً كاملاً لتنظيم الإخوان المسلمين.
«2»
.. ومذيعة الأخبار على شاشة التلفزيون لن تكون هي الفتاة الحلوة المبتسمة.
.. ومذيعة الأخبار ــ قريباً ــ سوف تكون هي «أجاثا كريستي» عجوز في السبعين.
.. وكريستي أشهر كاتبة رواية بوليسية ــ وكأنها تقدم حقيقة الأحداث ــ تقدم للقارئ اعترافاً كاملاً يكتبه المجرم بخط يده ــ في رسالة يوجهها للشرطة ــ وللقارئ بالتالي ــ وفيها يعترف بكل ما فعل ــ صادقاً ــ والرسالة ينقذها صاحبها من النار ــ النار لم تحرق ولا كلمة واحدة من الرسالة.
.. والشرطة تعجز.
.. والسبب بسيط وهو أن الرسالة تتحدث عن «هو HE» في الإنجليزية… بينما الحقيقة هي أن كاتب الرسالة كان هو (SHE) «هي» امرأة.
.. النار أحرقت حرف الـ «S» فقط.
.. والأحداث العالمية الآن كلها مثل ذلك.
ومن يتلقى الأخبار ــ من شاشة التلفزيون أو الصحف المزدحمة ينزلق بعيداً حين يفقد حرفاً.
«3»
.. ومصر مهتاجة الآن،
.. وهيكل يسجل موقفاً غريباً ضد الإسلاميين.. ولا أحد يفهم.
.. والأسبوع الماضي السيد أحمد منصور «تلفزيون الجزيرة» يكشف أن هيكل ملحد منذ دهر طويل.. وأن من يمنعه من إعلان الإلحاد هو المخابرات الأمريكية.
.. المخابرات التي ــ يقول أحمد منصور ــ يعمل هيكل معها منذ الحرب الكونية.
.. ومنذ كتابه «إيران فوق بركان» عام 1952م
.. والأسبوع الماضي نحدث عن أغرب جمعية في الأرض.
.. مجموعة بيلد بيرج التي تتكون من رؤساء أوروبا وروسيا والتي مع أثرياء الشركات هي من يدير العالم.
.. والأسبوع هذا مديرة منظمة أوكسفام تحدث لقاء لاغوس عن أن «خمسة وثمانين شخصاً يمكن حملهم في بص سياحي واحد هم الذين يملكون نصف ثروة العالم».
.. قالت إنهم يرفضون دفع الضرائب.. والسبب هو أنه لا أحد يستطيع أن يحدق في عيونهم.
.. من يدير العالم إذن هو المجموعة هذه وليس ما تراه على شاشات التلفزيون.
«4»
.. ووسط العالم الغامض المهتاج تنبت أعشاب الأحداث التي تجعل رؤية الحقيقة شيئاً مستحيلاً.
.. لا في العالم ولا في السودان.
.. وفي السودان في العام الماضي وحده تنبت صحيفة الخرطوم.. ثم صحيفة التغيير.. ثم صحيفة اليوم التالي.. ثم صحيفة الجريدة.. ثم صحيفة الصيحة.. ثم.. ثم..
.. زحام الصحف هذا له معنى.
.. وزحام كتابات غريبة الأسبوع الماضي عن «حكومة جديدة» وكتابات يزدحم فيها الكبار.. ولها معنى.
.. ثم زحام مسلح تحت الأرض.
.. والأسبوع الثاني من يناير هذا لما كانت مخابرات سلفا كير تطارد خمسة من الرجال في الخرطوم لاغتيالهم ــ بعضهم يلجأ لمدينة المهندسين ــ كان الحديث يذهب إلى أن
.. حركة العدل ــ وقطاع الشمال الذي ينشق بين سلفا ومشار كان يهاجم بنك بانتيو ويقوم بنهب ملايين سلفا كير هناك.. سبب انضمامه لسفاكير كان هو هذا.
.. والنهب هذا يجعل حركات التمرد الثلاث تشتبك في الميدان نزاعاً حول المال ــ وتشتبك في الخرطوم.
.. ولما كان «شول اندريا ويوليوس فيتر ودينق كوال» من مخابرات سلفا كير في الخرطوم يعدون التخطيط لعمل ضد مجموعة منشقة وضد طلاب النوير في الخرطوم كان حديث قطاع الشمال يسجل سخطاً عارماً ضد مخابراته في الخرطوم.
.. مخابرات العدل والمساواة التي ترصد مطار الخرطوم كانت مهمتها هي
.. رصد تحركات الجيش السوداني.
.. والعربات في حالة التحرك براً.
… ورصد الجرحى المنقولين بالمطار.
.. والهواتف تئز وهي تحدث .. جبل أولياء.
.. وهواتف أمبدة تحدث بلداً عربياً عن تقسيم قوات الحركة على قطاعين.
.. قطاع بقيادة أبو دقن «وتقدم التفاصيل وقطاع يعقوب وآخر».
.. وقيادات الحركات المسلحة تهبط عاصمة بلد عربي ضخم / ليس مصر/ وتلتقي مدير مخابراته.
.. و… و… زحام وزحام.
.. وما نريده هو أن ما تراه ليس هو ما تراه.
«5»
.. واشتباك تركيا وسوريا والخليج وإيران يصبح أنموذجاً آخر.
.. والصحافة التركية تطلق هجوماً كاسحاً ضد شخصية عربية كبيرة نهاية الأسبوع الماضي.
.. الصحافة التركية تتهم الشخصية هذه بأنها هي من يدير حملة اتهامات الفساد في تركيا.. التي تتهم أبناء المسؤولين هناك.. لتقول الصحافة التركية إن السبب الذي يقود الشخصية العربية للهجوم ليس أكثر من شيء واحد هو
.. أن الشخصية العربية التي تحمل عداء حارقاً للإسلاميين والمسلمين مهما كانت جنسيتهم هو:
.. أن الرجل مصاب.. بالإيدز.
«6»
.. كل شيء إذن يقول لكل أحد إن ما تراه ليس هو ما تراه.
.. وأن الأحداث لها جذور تحت الأرض هي وحدها ما يصنع الأحداث!!
.. وهي ــ الجذور ــ غريبة مثيرة لا تخطر ببالك.
.. والسيد «ويل ديورانت» أشهر مؤرخ في العالم يقول
: التاريخ نصفه كذب.. ونصفه الآخر من صنع الخيال.
.. والأخبار الآن مثل ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!