آخر الليـلمقالات

شورى الحركة التي… كانت… إسلامية «2»!!

«معذرة يا شعر..
فهذا زمن يحقر فيه الفكر.. يهان..
زمن الأشباه وخصيان السلطان
زمن للكاذب والتافه والأجوف..
.. ولتمبل باي».
.. وتمبل باي هو أول رئيس لتشاد.
.. والرجل يبدأ رئاسته ــ أول الستينات ــ بهجوم عسكري على السودان.
.. والأبيات أعلاه «للحردلو».. كانت هي مدفعية السودان ــ الوحيدة.
.. ولم يكن عند الخرطوم مدفعية غيرها.
.. والسودان كان ما يديره ويصنع حكوماته هو مصر.. وإثيوبيا والقذافي و… و… وإلى درجة أن تشاد كانت تصنع حكومات السودان.
«2»
.. وأول الأسبوع هذا نحدث أن اللواء عروة وآخرين معه كانوا يدخلون مع ثوار إثيوبيا إلى أديس أبابا.
.. واللواء بعدها بيوم يصدق ما نقول.
.. وطرد منقستو ــ الذي كان يضع مقعده في القصر فوق قبر هيلاسلاسي ــ كان هو أول عمل للإنقاذ لإيقاف سلسلة إدارة السودان من الخارج.
.. والأسلوب هذا يسجل نجاحاً رائعاً.
.. ثم يقتله الخلاف.. الذي ــ بعدها ــ يقتل كل شيء.. كل شيء.
«3»
.. ونافع والهادي وقوش وقطبي كانوا هم الذين يديرون جهاز الأمن في مراحل مختلفة.. يعيدون رصف الخراب.
.. ونجلس في قاعة الصداقة ــ أيام كان غازي وزير دولة بالخارجية ــ نقرأ ملفات الخارجية.
.. ونفزع لخراب هائل هناك.
.. وغازي يعيد ترتيب علاقاتنا بالعالم.
.. لكن ــ النزاع أيام نافع حول السياسات الداخلية والخارجية يبدأ.. ليصبح النزاع بعدها نوعاً من العداء ــ والخراب.
.. والحرب الممتدة حتى اليوم والتي تدور في الظلام الكامل.. «وبين الإسلاميين».
.. ويكذب من يقول إنه يعرف.
«4»
.. ولا شيء يبدو بوجهه.
.. وأيام انقلاب قوش نحدث ــ نقلاً عن بعض الكبار ــ أن من يكشف الانقلاب كان هو ود إبراهيم.
.. ونكتشف أن من يكشف الانقلاب كان هو شقيق أحد قادة الجيش ــ الذي يجعله قوش تحت جناحه.
.. وعراك قديم كان هو ما يقود أول الحكاية وآخرها.
.. وأيام شورى انتخاب نائب الرئيس أحد الكبار يذهب إلى أحد الكبار ليقول
: لا سلطان لك عليَّ بعد اليوم.. والآخر غضبته تجعله يترك البلاد لأسابيع.
.. وعراك طويل كان هو ما يصنع المشهد هذا.
.. وحكايات عن استقالة الخمسة الكبار نسمعها.. ثم نجد أن الحكايات كل منها له صفات الدائرة.
.. وأن كل حكاية ما يصنعها هو العراك.
.. مثلها ــ ما يجري الآن حول قضية الأقطان والولاية والسكر والصمغ ــ هو بعض من سلسلة العراك الغامضة.. ولا شيء يحمل وجهه الحقيقي.. أبداً.
«5»
.. و«الخلاف» ــ وليس «العداء» كان أول الأمر.. هو ما يقود السياسات الضخمة ــ النظيفة لقيادة البلاد.
.. وإبعاد بن لادن ــ منتصف التسعينات.
.. وإغلاق المؤتمر الشعبي الإسلامي بعدها بقليل.
.. ونزاع الخلاف بعد الزبير.
.. وتبعات.. و… و…
.. والضغط الهائل ــ الذي لا يمكن إيقافه بالأيدي العادية ــ ولا الاستسلام له ــ كان هو ما يصنع الخلاف.. الخلاف حول مواجهته.
.. لكن الخلاف ــ مثل كل خلاف ــ يصنع العداء.
.. والعداء يصنع القتال.
.. والمقتتلون كل منهم يرحب ــ عادة ــ بكل من «ينصره» على الآخر.
.. و«الأنصار» يتدفقون على كل الأطراف.. الأطراف المقتتلة.
«6»
.. في مذكرات أشهر الممثلين في هوليود الستينات يقص الرجل كيف أنه لما كان مريضاً في مستشفى العيون كان جاره المريض يتلقى علاجاً لتطهير عينه الملتهبة.
.. ويقص كيف أن المريض كانوا يغرسون زجاجة من الخمر في عينه الملتهبة.. للتطهير.
.. والرجل ــ ما دامت الممرضة هناك ــ يظل ممسكاً بالزجاجة على عينه.. فإذا غفلت عنه أسرع بالزجاجة إلى فمه.
.. والقيادات ــ كثير من القيادات ــ كلهم يضع سياسات الإدارة والمال على العين الملتهبة.
.. ولا أحد يزعم أنه يرى الزجاجة على الفم.
.. لكن ــ لماذا يترنح الكثيرون الآن؟
.. الإخوة سادتي الإسلاميون ــ احملوا العصي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!