مقالات
تريند

طارق شريف يكتب: البحث عن التجاني الطيب !

سوداني نت:

قبل شهور أجريت حوارا مع العالم والخبير الاقتصادي السوداني الدكتور التجاني الطيب، لصالح مجلة (حواس) ، انتهزت فرصة عودته من مقر إقامته بالولايات المتحدة الامريكية وقمت بالحوار الذى كان خطة عمل متكاملة للحكومة الإنتقالية، الخبير التجاني يمتلك تصور جاهز لحل كل أزمات الإقتصاد السوداني من معالجة مشكلة ديون السودان الى حل أزمة التشوه فى الاقتصاد .
قبل أيام ايضا حرصت على استنطاق الخبير التجاني حول مؤتمر برلين وتقديم افادات حول الجدوى الإقتصادية للمؤتمر لموقع ( خبطة نيوز ) لم يكن الرجل متحمسا للحديث حول المؤتمر وقال لى( أنا اقتصادي واتعامل مع الأرقام والوقائع ولا أجامل وكلامى لايعجب كثير من المسئولين ) ، ولكنى الحيت عليه وقلت له أنت صاحب الملف وكنت تعمل لفترة طويلة فى صندوق النقد والبنك الدوليين فوافق وصدر تصريحه القوى عن المؤتمر الذى أقام الدنيا ولم يقعدها عندما تحدث عن فشل المؤتمر بالأرقام وليس بالامانى العذبة والاحلام الوردية كما يفعل البعض !
لا أريد ان أناقش هنا ردود الافعال حول الخبر ولكن اناقش رسائل كثيرة وردتنى عن لماذا لاتستفيد الحكومة من خبرة وعلم التجاني الطيب ؟
واحدى الرسائل التى وردتنى من خبير فى مجال الإقتصاد يقول فيها( أن المنظمات الاقتصادية العالمية وحكومات عدد من الدول تلجأ لاستشارة التجاني الطيب والأخذ برائه لماذا لاتفعل الحكومة السودانية ذلك وتلجا للدكتور التجاني الطيب لحلحلة مشاكل الاقتصاد المستعصية ؟
اتفقت مع هذا الخبير وابديت استغرابي ايضا خاصة أن الدكتور التجاني كان مرشحا وزيرا للمالية فى حكومة الثورة .
واعلم ان له تصور جاهز لحل كل مشكلات الإقتصاد السوداني ويمتلك حلول واقعية ، وهو خبير معروف على مستوى العالم وينظر لارائه باحترام كبير ومن الشخصيات النادرة التى استطاعت الجمع فى العمل مابين صندوق النقد والبنك الدوليين وحقق نجاحات كبيرة فى عمله ولديه ابحاث وكتب باللغات العربية والانجليزية والالمانية .
على الصعيد الإنساني دكتور التجاني لم تزده المكانة العلمية إلا تواضعا ، رفض فى حواري معه لمجلة ( حواس ) أن يتصور بالبدلة وأصر على الصور بالجلابية ووافق اخيرا أن ياخذ صورة واحدة بالبدلة .
يقود سيارته بنفسه ويحرص على زياره أهله بود رملي أسبوعيا فى زياراته للسودان التى تطول الان مع حظر الطيران .
هو حاليا مستشار لمنظمات إقتصادية عالمية ومقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية مع أسرته الصغيرة وهو متزوج من ابنة الامام الهادي المهدى ولكنه ذكر أكثر من مرة انه لاعلاقة سياسية له بحزب الامة ولا بالسياسية ، ومع ذلك يربطه كثير من الناس بحزب الامة خاصة وأنه يحرص على ارتداء الجلابية الأنصارية داخل وخارج السودان .
فى كل حواراته الصحفية لايبدى انبهارا بالتجربة الاقتصادية الغربية ويقدم احيانا نقدا لتعامل صندوق النقد والبنك الدوليين مع السودان ولكن كل ذلك جعل العالم الغربى يحترمه اكثر ، العالم الان يحتفى بالعلماء والاقوياء .
فى وضع الإقتصاد السوداني المعقد يحتاج الأمر الى خبير يحلحل المشاكل بخبرة ووعى وعمق ورؤية، وخسارة فادحة للسودان أن يظل قامة اقتصادية مثل التجاني الطيب خارج حكومة الثورة ! وجزء من ازمتنا فى السودان أننا لاننزل العلماء قدرهم ! ، و دكتور التجاني رجل وطني مخلص ويمكننى التاكيد أنه يمكن أن يترك عمله فى المنظمات العالمية ويلبي نداء الوطن اذا طلب منه ذلك.
أذا كنا نبحث عن حكومة كفاءات لاتوجد الان كفاءة إقتصادية عالمية سودانية تمتلك الحل والتصور لمشكلة الاقتصاد مثل الدكتور التجاني الطيب إبراهيم. وما التوفيق إلا من عند الله .

 

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٩)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!