مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: جمهورية الظالمين

سوداني نت:

ما تسمت الدولة بهذا الاسم إلا لأن أمرها يتداول بين أصحابه قبل ان يكون قرارا واجب التنفيذ و لأن حكمها يتداول بين الحكماء من شعبها و لأن دولاب حياتها يكون كل يوم هو في شأن …

فالدولة تقوم على أعمدة الشورى أو الديمقراطية كما عرفت بهذا الاسم في هذا الزمان و التي هي بدورها ( الديمقراطية ) تحتاج وسائل العصر و حكمته و تحتاج ضوابطه و لوائحه و قوانينه العادلة ( قانون الانتخابات النزيهة ) …

و تداول الحكم يمر عبر بوابة العدل فبدون العدالة يتفشى الغبن و يستشري الفساد و ينتشر الظلم و يأكل الناس بعضهم بكثرة التعديات و النهب و السلب و السطو و السرقات و الاغتصاب و الخروج على الاعراف و الديانات …

و غياب العدل يعني غياب الدولة بكاملها و يعني هيمنة العصابات على المجتمع و على ما تبقى من موسسات الدولة و القوي في هذه الحالة يتسيد الموقف و يفرض سياستة وواقعه الذي ينطلق من أناه و شخصه الذاتي …

و منذ ان تشكلت الحكومة الانتقالية في عام 2019 و حتى الان لم تشكل موسسات العدالة و على رأسها مجلس القضاء العالي و المحكمة الدستورية و النيابة العامة كما لم تشكل المجالس التشريعية التي تراقب الجهاز التنفيذي و تسن و تبتدر القوانين و التشريعات العادلة …

فكيف يحترم المجتمع الدولي دولة لم تقم بها موسسات العدالة و موسسات التشريع و الرقابة و لم تكن جادة في تكوين تلك المؤسسات بل قامت بدلا عنها لجنة أمسكت بيدها سلطة التشريع و سلطة التنفيذ و سلطة الرقابة بل و أمسكت هذه اللجنة بيدها سلطة القضاء و النيابة العامة و انشات لها جهاز امن و بوليس و صارت هي وحدها دولة داخل الدولة …

و كيف يضمن المستثمر الأجنبي سلامته و سلامة أمواله في ظل الهوى و الظلم و غياب العدالة و الرقابة و التشريع و من الطبيعي في هذه الحالة ان يفشل مؤتمر باريس و يظل أضحوكة تضاف الى المهازل اليومية …

ومن تلك المهازل قرار إغلاق المدارس لمدة شهر ثم الرجوع عن ذلك القرار قبل ان تمضي عليه اربعة و عشرين ساعة …

و من تلك المهازل عدم استطاعة الحكومة و المجلس السيادي و شركاؤهم على إنجاز مصفوفات التنفيذ الخاصة باتفاقية سلام جوبا و تكوين المجلس التشريعي …

من تلك المهازل الخروج الواضح على الوثيقة الدستورية التي وضعوها التزاما و لزاما عليهم و برغم من اعتلالها تعدد نسخها و تعديلاتها المتعددة إلا أنها اصبحت حبرا على ورق ولم يعمل بها لا المجلس السيادي و لا الحكومة الانتقالية إلا في مواضع مخصوصة فقط …

و برزت الدولة السودانية للعالم اجمع بتخبطها و ضياع بوصلتها العامة و فقدانها الاتجاه و التركز و اصبحت دولة خواطر يتحكم فيها القوي و تحكمها التحالفات الداخلية و الدولية و المبنية على أفراد و مجموعات بعينها …

لن تحترم دولة الظلم دولة و لن يدخلها مستثمر نظيف و شريف و تتهددها دول ذات سطوة و مصالح و بالتالي لن ترسو على حال ما دام ذلك هو حالها و اقرب اسم يمكن ان تسمى به هو دولة الظالمين أو جمهورية المزاج …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!