مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: انت ضعيف يا حمدوك فغادر

سوداني نت:

في خطابه الاخير للشعب السوداني اقر الدكتور عبدالله حمدوك بصعوبة الحياة المعيشية في السودان و برر ذلك بما ظل يقوله في خطاباته المتكررة بأنه تسلم خزينة خاوية وورث ديونا مهلكة مع اقتصاد ذي خلل هيكلي و أتت على كل ذلك جائحة كورونا المدمرة …

وعدد رئيس الوزراء إنجازاته المتمثلة في خمسة محاور رئيسة اولها وقف الحرب ثم فك عزلة السودان الدولية و اعادة هيكلة الاقتصاد السوداني وتوجيه طاقات الشعب السوداني نحو الانتاج . و المحور الخامس و الاخير هو بسط الحريات العامة …

و الجديد في خطاب السيد حمدوك انه دعا لجان المقاومة و بصورة مباشرة الى مساعدته في القضاء على الثورات المضادة و التي عادة ما يضيفها الى النظام البائد برغم من إقراره بصعوبة الحياة و ضغط التغيير …

و الجديد في خطاب حمدوك انه و بأكثر من مرة يدافع عن نفسه شخصيا و ينفي عنها الضعف الذي رماه به الشعب السوداني …

كل الشواهد تثبت ضعف السيد حمدوك و فشله في وقف التدهور الاقتصادي و السياسي و الأمني بالبلاد …

كل القادة الشجعان دعوا الى مصالحة وطنية لا تستثني احدا بما فيهم السيد القائد اركو مناوي و السيد القائد مالك عقار إلا حمدوك فإنه لم يدع يوما واحدا الى مصالحة وطنية تقضي على هذا الهرج و التخبط السياسي و الاقتصادي و إنما دعا فقط لجان المقاومة الى الوقوف معه حتى يعبر و لا ندري كيف يكون العبور دون وسيلة ؟…

كنّا نتوقع منه ان يخاطب الشعب السوداني بلغة الحال و استشراف المآل ولكنه كرر خطاباته السابقة و برر أخطاءه المتكررة و دافع عن عجز ضعفه مما دلل على تمكين ذلك الضعف في نفسه و تصرفاته …

ضعف السيد حمدوك ينطقه لسان الحال الاقتصادي الذي نتج عن حاله السياسي المحتقن اذ ان الدكتور عجز عن توحيد قوى الثورة بعد ان حصرها في الجانب اليساري فقط . و عجز عن توحيد الحركات المسلحة اذ ان السلام الذي يتحدث عنه لم يتحقق بعد . بل اتسعت رقعة الحروب القبيلية و الجهوية و زادت الاضطرابات الامنية في الجنينة و الفاشر و بورتسودان و غيرها …

و عجز عن تحقيق اتفاقه مع حركة عبدالعزيز الحلو اذ فشلت المفاوضات الاخيرة و عاد الوفد الحكومي متأبطا فقط بيانه الختامي الهزيل …

عجز حمدوك في الدخول في مفاوضات مع جناح عبدالواحد محمد نور اذ ظلت حركته تحتفظ بسلاحها و ارضها حتى الان . فاين السلام الذي حققه حمدوك و الخرطوم تعج بسلاح الحركات المسلحة كل يحتفظ بقوته الى اليوم الأسود …

اين الاستقرار الذي حققه السيد رئيس الوزراء و الجيش يضع تسييجا حول نفسه وهو يتوقع حربا مع بعض مكونات الحكومة الانتقالية الأساسيين ؟؟؟

و ما ظل يتبجح به السيد الدكتور من دخول السودان في المنظومة الدولية او رفع اسمه من قايمة الدول الراعية للارهاب او هيكلة الاقتصاد السوداني فلن يعدو إلا ان يكون فرقعة إعلامية و خطوات جوفاء لن تشفي الداء السوداني و الحق ان الرجل يكوي في غير مكان الداء …

السيد الخبير الاقتصادي و الموظف الأممي يعلم ان الحالة السودانية لا علاج لها الا في المصالحات التاريخية و تفجير طاقات البلاد الداخلية و استغلال كافة إمكانياتها و ذلك ما لن يفعله الدكتور …

فالبلدان الراعية للسيد الدكتور لن تقبل بأية حال من الأحوال جمع الصف السوداني و توحيد الكلمة العامة اذ ان كل دعمها من اجل قضاياها الخاصة في المنطقة لا من اجل السودان و شعبه المكلوم …

لذا لن تجد حمدوك بشجاعة القائد مني اركو مناوي و لا بشجاعة القائد مالك عقار  و لن يتبنى في يوم من الأيام برنامج العفو العام و السماحة الكبرى من اجل القضايا الكبرى و لن تجده بقامة نلسون مانديلا الذي خلده التاريخ بصناعة الصلح و اشاعة العفو …

السيد حمدوك بضعفه سيكون محلا للابتزاز الدرلي و الإقليمي و خادما لأجندة خفية من حيث يعلم و لا يعلم و الأجدى به أن يرحل فورا و إلا سيكون السودان محرقة للسودانيين و للمنطقة بأسرها …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!