مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: السودان الجديد (١)

سوداني نت:

منذ الاستقلال و حتى الان تمضي البلاد الى الوراء و كل مكتسبات الدولة لفترة ما قبل طرد المستعمر تدمرت و اهترت و اصبح الماضي أجمل من الحاضر في كل شيء …

فالعمران القديم بالعاصمة القومية و خاصة المباني الحكومية و صالونات الضيافة و الطرقات العتيقة كلها ظلت تحافظ على جمالها و جودة موادها و هندستها على امتداد ما يقترب من المائة عام …

حتى نفوس الآباء و الأجداد و صناع التاريخ تظل قامات كبيرة تتكسر عندها أي قامة حديثة و ينتهي عندها الإعجاب و الإعجاز لما قدمت من ارث في الأصول و الأخلاق و التضحيات و الإنجاز …

و أصبح تاريخ السودان نجوما عالية فوق ارضه اليوم و جاء الماضي يتلألأ في عتمة الحاضر المعاش فيا ترى ما سبب ذلك التراجع ؟ و كيف يكون الحاضر  برغم تكنلوجيته المستوردة و برغم اتاحة وسائل تقدمه اقل تقدما من الماضي الذي كان يفتقر للوسيلة التنقية و يعاني من ظروفه الصعبة ؟

الكل يوافقني بأن التقدم المادي و البشري تصنعه عقول بشرية لا تعرف الاستكانة و لا تعرف الضيق و لا ترضى بالأدنى من المكاسب و كما أن امر حياتنا كل يوم في شأن جديد فهكذا العقول يتجدد نشاطها و إنتاجها الفكري و المادي …

فالحياة كلها ترتبط بالإنسان و بنشاطه وهو الذي يسوقها كيف شاء و يعطل حركتها متى ما شاء فأوروبا الغربية ارتقى بها إنسانها حتى سادت و كذا اسيا الشرقية ظلت تنافس الغرب حتى عادت و كلا القطبين في تدافع لامتلاك الريادة …

و لكن العقل السياسي السوداني انشغل بغير الإنتاج  اذ ان الإنتاج هو سوق عام لمكان التدافع الشريف و العرض النظيف وهو في الأساس عمارة الأرض التي قصدها ربنا عز و جل …

ترك الساسة السودانيون منصات الإنتاج التي توهلهم لقيادة شعوبهم و اتجهوا الى سياسة أخرى لقيادة البلاد فكانت الكارثة ان سالت كثير من الدماء و تراجع التقدم و حل محله التخلف في كل مكان …

عندما تكون اللعبة السياسية مبنية على الإقصاء و الشيطنة و على الفراغ و الخواء فلا تنتج الا مزيدا من الدمار و الكراهية اذ ان منصة انطلاقها لم تكن من منصة سوق الإنتاج الفكري و المادي و التنافس العادل …

ان موروث الممارسة السياسية السودانية يمثل عبئا ثقيلا اليوم عليها وهو السبب الأساس في الأزمة السودانية فقد انبنى على قاعدة الاستقطاب الرخيص و تحشيد القطيع و شيطنة المنافسين …

و تصنع الأحزاب السياسية قاعدتها الشعبية على أساس ولاء البيوتات الدينية أو  الولاء القبلي و الجهوي أو العواطف النضالية السابقة أو الكراء المباشر للمؤثرين و الفقراء من الشباب و الطلاب و المرأة و كل ذلك يخالف القواعد الأساسية لنهضة الشعوب .

و نواصل …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!