مقالات
تريند

ذوالنورين نصرالدين المحامي يكتب: ديمقراطية الترس

سوداني نت:

🕳️ تعني الديمقراطية  حكم الشعب لنفسه من خلال المؤسسات التشريعية والرقابية  والمشاركة الشعبية في وضع الدستور والقوانين وإقامة دولة العداله والفصل بين سلطات الحكم وإشاعة مناخ الحريات والمساواة على أساس المواطنه والعمل على قضايا السلام والتحول  في البلاد .

تعثرت الديمقراطية في البلاد ولم تبلغ مقاصدها خلال كافة الحقب المختلفه في البلاد

تم إمتطاء مصطلح (الديمقراطية والمدنية) والتسويق لها من قبل بعض الأحزاب السياسية تزرعا وفي غير مقاصدها لتحقيق أجندة ذاتية ضيقه وللتمكين الايدلوجي على حساب الإستحقاق الوطني

وعملت الأحزاب لإنتهاج وسائل غير متعارف عليها وغير أخلاقية كالدعوة للتخريب والإعتداء  والإقصاء وتهديد الأمن القومي وإيقاف معاش الناس بقفل الطرقات وتتريس الشوارع وتعطيل حركة الحياة   وإشاعة الفوضى الخلاقة وتعطيل المصالح

فليس من الأدب السياسي أو الأخلاقي أن تدعوا النخب السياسية إلى التحريض وتمجيد التتريس وقفل الطرقات وحرق اللساتك والتعدي على الممتلكات العامه والخاصة لايقاف حركة المجتمع وصولا لمكاسب سياسية أو تحقيق مآرب اخري

فاقصي منطلق بعض الأحزاب والنخب السياسية هو معارضة الوطن من أجل الوصول إلى السلطة عبر هذه الوسائل الغير أخلاقية لمكتسبات ضيقة

🕳️ فإن هؤلاء النخب ليسو من المؤتمنين ولا الموثوقين لقيادة البلاد عبر آليات ومؤسسات السلطة لفقدانهم للإخلاص والأمانة والنزاهة الوطنية

وتتنافق هذه الأحزاب بتسويق بعض الشعارات الحقيقة كالتحول الديمقراطي والمدنية والحرية والمساواة والعدالة للوصول إلى السلطة عبر هذه الآليات الغير سلمية وهي (كلمة حق أريد بها باطلا)

إن خطورة الوضع السياسى والأمني في البلاد يكمن في تغييب وتغبيش الوعي الجماهيري من قبل بعض الأحزاب اليسارية وتأليب الشباب والثوار ضد المؤسسات الأمنية والعسكرية وإظهارهم كأنهم ضد الوطن والمواطن أو كأنهم غرباء أو غزاة أو مستعمرين لآمالهم وتطلعاتهم وليسوا هم من أبناء هذا الوطن

فقد أنتجت أزمة الحكم في السودان خلال الأعوام التي مضت قطاع عريض من الجماهير الغير محزب أو منتمين فكريا اويدينون بالولاء   لأي جهة سياسية أو تيارات وأصبحت هي الفئة الغالبه في المجتمع المتجدد

وهذه الفئة الآن هي  المحركة للشارع رغم إختزال وقيادة بعض المكونات والواجهات السياسية والحزبيه لهذا الحراك كتجمع المهنيين وبعض لجان المقاومة  التي تتبع لأحزاب اليسار رغم الانشقاق الكبير الذي طرأ مؤخرا في لجان المقاومه بعد كشفهم الاعيب قحط وفشلهم في إدارة الحكم  وإضمارهم أجندات ضيقة تتجاوز الهموم الوطنية

🕳️ فقد فقدت دعوة الخروج للشارع لأهدافها الحقيقية لعدم تحديد غاياتها ونتائجها المرجوة ومردود مخرجاتها وذلك لعدم وجود كيان أو مؤسسة تنظيمية وقيادة رشيدة تستوعب المتغيرات وتقرأ الوضع السياسي وفقا للمصالح العليا للبلاد وتوزن القرارات هل محققه لآمال الشعب ام لا

وأصبحت المليونيات أشبة ببرامج ومناشط راتبه فاقدة لمعانيها ، وأهدافها الحقيقة وعند السواد الاعظم منهم مجرد ترفيه أوتحقيق مآرب أخرى  ولاتستند لأي مقاصد .

فإذا ما إستمرت هذه المظاهرات على هذه الشاكلة فسيفقد الوطن الحس السياسي والتقديرات السليمة  ومستقبل القيادة الرشيدة لإدارة  البلاد وقضاياه المصيرية بحيث لايعول على الأجيال المتعاقبة في إدارة شأن البلاد أوالإئتمان عليه بوعي وحصافه سياسية

فهل ستستمر الأوضاع بهذه الطريقة التصعيدية غير مأمونة العواقب والتي تنذر بمخاطر وتحديات على الوطن وعدم تحقيق نتائج ملموسة على الفعل السياسي حيث مل الكثيرين هذه الإجراءات والتظاهرات لمساسها بمصالحهم ومصادر رزقهم وخاصة انها متوالية وفي أوقات زمنية متقاربة

وهل هذا التتريس وقفل ااطرقات هي الوسيلة والصيغة المثلى للوصول للتحول الديمقراطي  وتحقيق الأهداف والغايات المرجوة للخروج من أزماتنا المتلاحقة

فإذا ما إستمر هذا الحراك بهذه المتواليات فستصبح الثورة خاليه من الضمانات والإلتزامات الموضوعية واجندتها  في هذا الشأن

وستصبح أجندة  انفعالية فاقدة لمضامينها

وسيكون الانتقال الديمقراطي دون تحقيق اثر  ايجابي على الحياة السياسية في البلاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!