مقالات
تريند

د عبدالكريم محي الدين يكتب: ما بين غندور و نبي الله يوسف معاني و عبر

سوداني نت:

ألقى اخوة يوسف أخاهم في غيابت الجب و الجب في اللغة العربية يعني القطع عن الأصل و بهذا المعنى يعني البئر التي ينقطع عنها و فيها الضو و الصوت وقد أكد الله تعالى هذا المعنى ب( غيابت الجب ) فيوسف في قعر تلك البئر لن يصله الصوت و لا يستطيع هو إيصاله لمن خارجها …

وهذا سجن انفرادي اراده له اخوته و أرادوا ان تكون نهاية اخيهم في هذا السجن المنقطع . و ذلك الحكم القاسي حتى لا يكون يوسف متربعا على عرش المحبة من ابيهم و على رئاسة الأسرة من بعد ذلك …

و لكن الله اخرجه من ظلمات البئر وما فيها ثم ادخله السجن مرة أخرى ليكون السجن له اضافة أخرى و نصر اخر  إذ جعله العزيز بعد ذلك أمينا عاما لحكم مصر  …

و برغم أن إخوة يوسف عليه السلام سامهوه أشد أنواع الظلم إذ سجنوه مع العقارب و الحيات ووحشة الظلمات إلا أنه عفا عنهم و أبت نفسه إلا أن يرفعهم إليه إلى مكانة الحلم و سمو الخلق الكريم فأخذتهم عظمته فسجدوا له و دانوا له بالطاعة و حسن الولاء …

و نفس ذلك المشهد يتكرر اليوم إذ تعرض البروفسور ابراهيم غندور إلى ظلم إخوته في هذا الوطن الواسع و إلى ظلم إخوانه في فكرة الدين و أسلمة الحياة …

في أواخر الإنقاذ و كان البروف وقتها وزيرا للخارجية إذ جهر بالحق من أعلى منصاته ، فانكر عليه إخوانه طريقة الجهر و توقيته فجردوه من وظيفته الدستورية و عزلوه عن مجالسهم . و لكنه لم يقابل ذلك إلا بالتسليم و الصمت الجريح ، و اعتزل الفتنة و لكأنه يحاكي انقطاع الصوت في غيابت الجب السحيق …

و عندما جاءت ساعة الإنقاذ و انكسر عودها و ذهب سلطانها لم يجد الانقاذيون إلا بروفسور غندور . لينفخ في حزبهم الروح و يغير ما كسره تيار الثورة و ليعيد لهم  سطوة السلطان و عندها قبل الدكتور  التحدي و اعتدل للمهمة كأن لم يصبه أذى ً أو لم يمسه الظلم العميق …

وورثت حكومة الفترة الانتقالية ظلم إخوان الدكتور غندور  ، فرموا به في سجونهم و اتخذوا فيه نفس بهتان إخوانه بل جاؤوا له  ببهتان إمرأة العزيز و لكن الله برأه بشهادة واحد من أهل الظالمين …

فخرج غندور من غيابت الجب مرة ثانية متخذاً حلم ابن يعقوب و عفوه و عظمة اخلاقه ، فما قال لإخوته و لإخوانه الظلمة إلا مقولة سيدنا يوسف و نبي الله محمد عليهما السلام : ( لا تثريب ) و دعا الى توافق سياسي كبير  يعبر بالسودان الى بر الانتخابات الحرة و النزيهة …

هذه المواقف الرسالية من الدكتور ابراهيم غندور ابهرت العالم اجمع فتقاطرت الى منزله الحشود من جميع فئات المجتمع السوداني و من قبائله و مؤسساته الحزبية و منظمات مجتمعه المدني تبارك انتصار القضاء السوداني و تبارك عظمة الخلق السوداني و تبارك بقاء الحكمة في السياسي السوداني …

كيف لا تصدر من غندور هذه المواقف النبيلة وهو النقابي الفذ و الأكاديمي الخبير و السياسي الحكيم و الدبلوماسي الحاضر و الشيخ الورع و الرجل البشوش و الإنسان الرحيم …

هذه المواقف الرسالية بلا شك أظهرت فيه صفات الزعيم القومي و البشر الملائكي فقد تحرر الرجل من جميع مكبلات الحزب  الضيقة و من متلازمة الجبلة البشرية و التي تجنح للانتصار الذاتي . فصار حرا طليقا فوق فضاء الوطن يدعوا للوفاق و للوحدة و للتسامي فوق الجراح …

و من وصلت به اخلاقه عزيزا لعرش الأعزاء تضاءلت دونه كل عروش الحكام و الشعوب فإن صار يوسف عزيز َ مصر فلا عجب ان يكون إبراهيم ُ يوسفَ  السودان بعد كل تلك العجاف و بعد كل ذلك الظلم و السجون …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!